إذاً: فقول الكرامية : إن الإيمان هو الإقرار باللسان فقط ولو خالف بقلبه؛ هذا قول باطل، لكنهم لم يلتزموا: أن من قال: لا إله إلا الله بلسانه دخل الجنة مهما فعل، ولهذا قال الشارح رحمه الله: وذهب الكرامية إلى أن الإيمان هو الإقرار باللسان فقط، فالمنافقون عندهم مؤمنون كاملو الإيمان، ولكنهم يقولون: بأنهم يستحقون الوعيد الذي أوعدهم الله به.
فهم لا ينكرون الوعيد والعذاب للمنافقين أو لغيرهم، ولكنهم يقولون: إن من ذكر كلمة الشهادة بلسانه فهو مؤمن كامل الإيمان، وقد أدى ما عليه، فكأن المسألة عند الكرامية هي: إجراء أحكام ظاهرة، وليست في الكلام عن حقيقة الإيمان المطلوب شرعاً، والذي ينجي صاحبه من النار، وهذا هو المطلوب، وهو الأصل والغرض والقصد من الإيمان: أن يكون لدى الإنسان ما ينجيه من النار، ويدخله الجنة، فهم لا ينظرون إلى هذا الجانب، وإنما ينظرون إلى أنه قد ثبت له عقد الإسلام، فهو من ضمن المسلمين، وأما الوعيد فهو مستحق له، فإن كان منافقاً فهو مؤمن؛ لكنه هو في الحقيقة في الآخرة في الدرك الأسفل من النار، فيوافقون في اللوازم.